كانت فاطمة جالسة حين استقبلت والدتها جارتها الطيبة التي بادرت برغم ذلك إلى بسط يدها لمصافحة فاطمة لكن فاطمة تجاهلتها لم تملك امها إلا أن تصرخ : قومي وسلمي على خالتك ردت فاطمة بنظرات لا مبالية دون أن تتحرك أحست الجارة بحرج شديد فطوت يدها الممدودة والتفتت تريد العودة إلى بيتها وهي تقول : يبدو أنني زرتكم في وقت غير مناسب
هنا قفزت فاطمة من مقعدها وأمسكت بيد الجارة وقبلت رأسها وهي تقول : سامحيني يا خالة . ودعتها لتقعد نجحت فاطمة في مسح الألم الذي سببته لها قامت الجارة مودعة فقامت فاطمة على الفور ، وهي تمد يدها إليها ،لكن الجارة ضمت فاطمة وهي تقول لها : ما عليك يابنتي اعرف انك ما قصدت الاساءة
ما إن غادرت الجارة المنزل حتى قالت الأم لفاطمة في غضب : مالذي دفعك إلى هذا التصرف ؟ قالت : أعلم أنني سببت لك الحرج يا أمي .
ردت أمها : تمد إليك يدها وتبقين في مقعدك ؟
قالت فاطمة : أنت يا أمي تفعلين هذا في الليل والنهار
ردت أمها في حدة : وماذا أفعل في الليل والنهار ؟ قالت فاطمة : يمد إليك يده فلا تمدين يدك إليه!
صرخت أمها في غضب : من هذا الذي يمد يده إليّ ولا أمد يدي إليه ؟ قالت فاطمة : الله يا أمي .. وقد أذهلها كلام ابنتها .
واصلت فاطمة حديثها : أنا يا أمي أحزن كل يوم وأنا أجدك لاتمدين يدك بالتوبة إلى الله سبحانه الذي يبسط يده إليك بالليل والنهار .وانت تقبضين يدك عن التوبة
اغرورقت عينا الأم بالدموع .وشاركتها ابنتها بالدموع الغزيرة .
فسبحان الله